![]() |
| التكيف مع المتغيرات |
أحيانا في هذه الحياة، يتوجب عليك الذهاب لأماكن أنت لا تريد الذهاب إليها, و تتحدث مع ناس لا تطيق الحديث معهم, حتى أحيانا يتوجب عليك القيام بأشياء أنت لا تريد القيام بها, لأنك بحاجة لذلك الشيء.
لهذا السبب، اليوم سنتطرق لشيء غير متوقع عن التمساح, حيث يوجد شيء عند التمساح يجب أن يتواجد عند كل شخص, وهي التكيف مع المتغيرات.
من بداية التاريخ المسجل، إلى اليوم الذي نعيش فيه لم تشهد البشرية ازدهارا مثل هذا الازدهار في العلوم، في المعرفة، في المعمار، في الحضارة, لم نعش كبشر عصراً مثل الذي نعيشه الآن, و كذلك من بداية التاريخ المسجل لم يعش البشر فترة صحية أسوأ من هذه الفترة.
كيف ذلك؟ نحن نملك كل هذه العلوم و في نفس الوقت لا ندري كيف نتصرف, هذا السؤال ليس بسؤالي أنا، بل إنه سؤال شغل الباحثين في التخصصات: "Neuroscience" علم الأعصاب, Psychology (علم النفس)، Biology (علم الأحياء).
هذا السؤال، من أهم الأسئلة التي كانوا يحاولون فهمها لماذا نحن كبشر نملك كل شيء، و من عاشوا قبلنا لم يملكوا ربع ما امتلكنا بينما صحتنا منهارة و صحتهم كانت أحسن.
دكتورة اسمها "شيمي كانج" اسمها غريب، أليس كذلك؟ إنها دكتورة نفسية، متحصلة على شهادات من جامعة "هارفارد" و أمضت وقتاً كبيراً من حياتها العملية تحاول فهم ما هو السبب, في نهاية المطاف اكتشفت شيء غريب, أنه في التاريخ المسجل، حياتنا لم تكن أفضل من هذا، و صحتنا لم تكون أسوء من الآن لكن كذلك في التاريخ المسجل هناك مجموعة من البشر يعيشون حياة، لم يعشها ولا إنسان على مر التاريخ هؤلاء الأفراد وجدت أن هناك معنى لحياتهم و أنتَ فهمت، و أنتِ فهمتي ماذا يعني أن يكون هناك معنى لحياتك, هم لديهم رسالة في حياتهم شغف، حب للحياة أنت تفهم هذه الأمور، لكن كثير من المرات لا نحس بها.
أنا أريد أن أخبرك اليوم ماذا يقول العلم في هذا الموضوع الذي حاولت فهمه (الدكتورة شيمي كانج), ما الذي يوجد عند هؤلائك لا يتواجد عند هؤلاء؟ ما الذي يجعل هذه المجموعة مرتاحة في حياتها، و يتوفر لديها كل شيء و المجموعة الثانية تملك كل شيء، لكنها غير مرتاحة؟.
جمعت العوامل، و بدأت بالدراسة, أول شيء بدأت بموضوع الشغف (أنت تحب عملك)، هل هذا كان السبب؟ لم يكن السبب، لأن هناك الكثير من الناس يعشقون مهنهم، لكن تجدهم انتحروا يعني لا يوجد معنى لحياتهم.
الأمر الثاني الذي جربته، هو الإجتهاد, هل هم مجتهدين في عملهم؟ كثير من الناس تجدهم مجتهدين في العمل (موجود بكثرة في اليابان)، و تجدهم انتحروا.
جربت موضوع المثابرة, هل هي الشيء الذي يميز هؤلاء الناس عن غيرهم؟ كذلك لم تكن المثابرة هي السبب التجارب تثبت أنه الكثير من الناس تملك المثابرة، لكنها غير سعيدة في حياتها, لا تدري كيف تعيش الحياة بشكل صحيح و قصدي بـ "الحياة بشكل الصحيح" هو المعنى المجرد للنجاح ليس النجاح المادي البحت و ليس النجاح الصحي و فقط, نحن نتحدث عن النظرة الشمولية، عند ملاحظتك لها، تصنفها بأنها حياة ناجحة, هذا ما كانت تبحث عنه، و الذي اكتشفته أن الموضوع موجود عند التمساح إذا لم تكن تعرِف، الآن ستعرف التمساح من يوم ما وجد على الأرض، قبل 200 مليون سنة لم ينقرض الديناصورات عاشت 65 مليون سنة لم يعش في حقبة الديناصورات فقط، بل و يوجد منه 23 نوع يعني إلى يومنا هذا، يوجد 23 نوع من التماسيح حسنا، ما الذي يميز هذا الحيوان؟ ما الشيء الذي ساعده على البقاء، و أنقضه من الانقراض.
التمساح يميزه شيء واحد و هذه الدكتورة، كل سنوات بحثها استخلصت هذا الشيء، الموجود عند التمساح كلمة واحدة، التكيف.
التكيف: هو القدرة على مواكبة التغيرات ليس الأقوى ليس الأسرع و ليس الأذكى هو الذي يعيش في هذا العالم, و التكيف هو المهارة الأساسية الأولى التي تستطيع أن تضرب بها أي مثال من معرفتك الشخصية, ستجد أن التكيف أو عدم التكيف، كان سبب في نجاح أو فشل أشياء كثيرة في الحياة و لن أذهب بعيداً سأضرب لك مثال تستطيع أن تراه في حياتك، و أنا أستطيع رؤيته في حياتي الطبيعة التي من حولك تقدم لك الإجابات عن كل شيء أو من وجهة نظري، الطبيعة تعطيني الإجابات عن كل شيء الشجرة في نمو مستمر إذا زرعت بذرة تحت صخرة تعلم ما يجب أن تقوم به، تجد الطريق بنفسها تنمو، و تتكيف مع المتغيرات و الأمثلة لا تعد و لا تحصى.
تقصد أن الحيوانات أذكى منا، و نحن أغبياء؟ لكن كيف الحيوانات تفهم هذا الموضوع؟ و تتكيف و نحن لا نتكيف, أنا سأخبرك بالقصة، و لن أتغمق كثيراً، و الجواب سيكون من عقلك أنت عند نومك في وقت مبكر بدون تخطيط يأتي يوم عليك، بدون عناء، و بدون أن تضغط على نفسك و بدون أن تلعب اللعبة و بدون أن تقوم بأي شيء، تلجأ إلى سريرك لتنام مبكراً عند نومك هذه الليلة، سوف تستيقظ و تشعر أن اليوم، حتى لو شعور قليل تشعر بشعور أحسن من أول ما استيقظت حسنا هذا المثال الأول، المثال الثاني أنت في المعتاد تنام على الساعة 23:00 في يوم من الأيام نمت على الساعة 03:30، و ليس هذا فقط، واستعملت الهاتف لنصف ساعة أنت نمت الساعة 04:00، و الله أعلم، في أي ساعة استطعت النوم عند استيقاظك في أي وقت ستشعر حتى لو شعور قليل أن يومك سيئ صح أو لا؟ هذا الكلام منطقي، لأنه يحدث معك، و يحدث معي، و يحدث معنا جميعاً لكن لماذا يحدث هذا في الدماغ؟ أنا سأخبرك لماذا؟
جعل الله الدماغ، عند قيامك بالشيء الصحيح، يرسل لك شعوراً بالإرتياح إذا تنام في الوقت المناسب و تستيقظ في الوقت المناسب و تنتظم على الروتين في دماغك سوف تشعر بالراحة, لكنك لا تدري ما الذي حدث فيه؟ يوجد في دماغك مواد كيميائية يمكن أن يفرز لك هرمونات تجعلك تشعر بالراحة كما يمكن أن يفرز لك هرمونات تجعلك تشعر بالضيق، تشعر بالحزن, الهرمونات المتعلقة بالراحة، يفرزها لك الدماغ كدليل على رضاه و يحفزك على القيام به مرة ثاني و يفرز لك هرمونات تحسسك بالتوتر لأنه هو متوتر لسبب من الأسباب.
سأقدم لك مثال عن الدلفين, و لماذا الدلفين؟ لأنها حيوانات يوجد في دماغها العديد من الأمور تشبه تركيبة دماغ البشر هي ذكية جداُ و كحيوانات، هي رشيقة جداً، تتحرك كثيرا بسرعة و بخفة و سعيدة جداً يعني سعيدة في حياتها و لو أنها حيوان، إلا أنها سعيدة في حياتها, الدكتورة "شيمي كانج" كتبت كتاب كامل عن الدلفين و أنا سأختصره لك في أسطر قليلة, حياة الدلفين تتلخص في ثلاث كلمات P/O/D هذه الأشياء الثلاثة هي من ستحل كل المشكلة و يتوجب علينا القيام بها، لكننا لا نفعل ما هي: P: play (اللعب) العب، لا تكن جديا في كل شيء في حياتك خذ وقت لتريح نفسك فيه خذ وقت انفصل فيه عن الهموم يا أخي، بالله عليك انفصل عن الهموم و الله، هناك أشخاص لا تراهم يضحكون أساسا مساكينٌ هم، لا تظن أنني أشعر بالقرف منهم لماذا طوال الوقت تعيش في قلق؟ لماذا طول الوقت تضغط على نفسك؟ إلعب و هذا الأمر إن أردت القيام به، إبعد يا صديقي عن هذه التكنولوجيا حاول اللعب في الدنيا، إلعب كرة قدم، إسبح.
الثانية "O"، "الجنة بلى ناس ما بتنداس" هذا المثل يقال في بلادنا نحن حياتنا ليس لها طعم، إلا بوجودنا مع بعض كبشر نحب العيش مع بعضنا البعض, هذا الأمر موجود في عقلنا، في دماغنا، في كياننا، في تركيبتنا إذا حاولنا إعاقة هذا الأمر التوازن يختل.
الثالثة Downtime D (وقت الراحة), واضحة جداً Downtime و هو وقت للراحة, و لو أنه شبه واضح لكن معظمنا لا يعطي لنفسه وقتاً ليرتاح فعلا فيه.
النوم: دائما نومنا قليل و حتى لو نمنا ساعات كافية خلال اليوم لا نحترم لا عقلنا، ولا جسمنا، ولا فكرنا, أعطي لنفسك يا رجل وقتاً لتستريح, أثبتت العلوم أن وقت الراحة للدماغ يحفز الذاكرة يزيد من التركيز، يزيد من الإنتباه, ما الذي تريده أكثر من ذلك؟
عش حياتك كأنها بجدية حياتك
الدنيا لعبة، إلعبها صح, هناك قواعد جداً، جداً، جداً بسيطة
نفذها على حياتك، ابدأ كل يوم بتدريج
لا تقضي حياتك و أنت تقوم بـ "swim" (تمرير الأصبع على شاشة الهاتف), لا تقم بشيء لا تحبه,
قم بالأمر الذي تحبه، تعلم شيء تحبه
شيء لو تقوم به طوال 24 ساعة، ولا تمل
قم بمثل هذا الأمر
و أنت تحب إكمال حياتك كلها عليه، و فقط
اسأل نفسك هذا السؤال
هل أصرف كل حياتي، و أنا راضِ، على القيام بهذا الأمر؟
لاحق هذا الأمر، لا تدع أبدا عينك ترف عنه,
لأنه لو تركته، لن تعيش الحياة بمعنى الحياة.

تعليقات
إرسال تعليق