أهلاً وسهلاً بالجميع و مرحبا بكم في مدونة "افكار".
مبدأ أن تقوم بعمل وتأخذ عليه مقابل, هذا شئ طبيعي ويتفق عليه كل البشر, لكن في هذا المقال مبدأ المكافأة الذي سنحكي عليه قريب جداً من هذا المبدأ ولكنه محصور على معاملتك مع نفسك وليس مع الآخرين, مما يعني أنك ستقوم بعمل أشياء ثم تأخذ عليها مقابل وهذا الموضوع له بُعد علمي, وهذا البعد مرتبط بمــــركز المكافــــــــــــــأة في الـدماغ لكن البعد الأهم من ذلك, أنني أريد أن أجعلك تعيـــش يـوم رائع ومميز إذا طــبقت هذا الـــنــظام و بصراحة, هو بالفـعــــــل الشيئ الذي يبقى دائماً دماغـــــــك يــُحــــفـــــــزك على الـقـيام به, مـثل التــواجد على منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيس بوك أو اليوتيوب أو تـستمتع بعمل معـــيــن أو تأكل شيئ أنـت تــُحـــــبـه كـــل هــذه الأشــــيــــــــاء موجودةٌ بنا نحن كـــــبشــر لأنـــــــنا نـــحب الإســـــــتـمتاع بيومنا.
ولكن أنا هنا ما سأقدمه لك, عبارة عن نظام تضعهُ لنفسك وتستمتع لكن في حدود, وتستمتع لكن بمقابل, بمعنى تقوم بشيء مهم خلال اليوم وتأخذ عليه, جائزة مما يعني أن تحصل على جائزة من دون أن تشعر بتأنيب الضمير, وهذا سيكون موضوعنا اليوم كيف تكــافئ نـــفســــك بطـــريقة فـــعلا فعّالة تجعلك تنتظر نهاية اليوم "مساءاً" للحصول على الجائزة.
هذا النظام يتطلب منك أن تشتغل على نفسك لكنــه يعِدُك في نفس الوقت أنــــه خلال اليوم الذي أنت فيه من أول يوم, تبدأ فيه تــطبــيــق هــذا النظام يجب أن تضع جائزة لـنـفــسـك, وجائزة لها معايير جائزة تجعلك فعلاً منضبطاً خلال الساعات التي ستعمل فيها, من أجل إنـــتظار المساء وحتى تقوم بربط نفسك ضمن دائرة يومية, فلا ترهق نفسك بالتفكير لا بالشهر المقبل ولا بالأسبوع المقبل, حيث أنك لـــن تعيش ســـــوى اليوم, إنك لن تعيش إلا "24ساعة " فالغد لم يأتي بعد, والأمس قد إنقضى, فالأمس لايقدم ولا يأخر في النتائج, والغد أيضا ليس بوسعك العمل فيه فقط يمكنك أن تخطط له, و بالتالي هدفنا هو الأنغماس خلال يومنا في عدة أنشطة ونقوم بربطها بجائزة.
واليوم موضوعنا يدور عن هذه الجائزة كيف هو شكلها؟ وكيف هي ماهيتها؟ وكيف أستطيع أن أقدم لك طريقة تعرف من خلالها الجــائزة المناسبة؟ لك لأن كل إنسان .. جائزته تختلف عن إنسان آخر.
فماهي المعايير التي يجب أن تقوم عليها هذه الجائزة.
أول و أهم شيء يجب أن تعرف أن المدة الزمنية, إذا كان بالإمكان أن تعطي لنفسك من ساعة لساعــتـين وأنا أفضل أن تعطي لنفسك ساعتين في نهاية اليوم, لأنه في هذه المدة أنت تستطيع أن تنغمس فيها في نشاط, وإذا كان هذا النشاط نشاطاً ترفيهياً, فسوف تكون هناك جلسة طويلة ستولد لديك إشباع, وهذا الإشباع الذي نحتاجه ليُوَلِد لديك غداً عندما تستيقظ صباحاً دافعاً حتى تعمل لتتحصل على ذلك الإشباع ساعتين مساءاً.
لكن ماهي القواعد الواجب إتباعها؟ ماهي المعايير التي سأضعها لك ؟
أولا إذا أردت أن تـعمل بهذا النظام ! أنا سأعطيك نظام تستطيع فيه فعلاً أن تأخذ جلسة ساعتين ترفيه خلال اليوم أعتقد أن ساعتين وقت كثير, وليس بالقليل أبداً, لكن قبل أن أبدأ يوجد هناك تنبيه للجميع, الذي سيطبق نظام هاتين الساعتين يجب عليه فعلاً أن يموت خلال اليوم يجب عليه فعلاً أن يعمل بجد وكد خلال اليوم والمقصود من هذا الكلام قم بعمل كل ما بوسعك خلال اليوم, لا تترك وقت فراغ في يومك, إجتهد واتعب لكي تصل لهذا الوقت, ولا تقضي وقتك في اللهو واللعب والكلام الفارغ ! وتقول أنك الآن تعمل !! كل ساعة عمل يكون لك فيها نصف ساعة استراحة !! لا نريد منك هذه التصرفات أو هذا الأساس خلال اليوم يجب أن تركز على عملك.
وهكذا يمكنك الحصول على ساعتين مكافأة في نهاية اليوم عن جدارة و إستحقاق, هل اتفقنا ؟ ممتاز.
لكن هناك أشخاص ليس لديهم وقت يكفي حتى يمنح نفسه مدة ساعتين, لذلك يمكنك أن تمنح نفسك الوقت المتاح لديك بكل بساطة, اعطى لنفسك وقت يمكنك أن تطبقه خلال اليوم المهم أن تكافئ نفسك, في نهاية اليوم, لكن أنا أحبذ من الذي يمتلك الوقت الكافي, يجب أن يخصص تلك الساعتين مكافأة خلال اليوم لأنها ستفصلك فعلياً عن العالم الذي تعيش فيه, وتستطيع أن تعيش جواً ترفيهياً مميزاً خصوصاً إذا كنت مستحقاً هذا من جدك وتعبك بذلك اليوم, فستكون هذه المكافاة أكثر شيء فعّال يساعدك في اليوم الذي يليه.
هناك معيار بسيط يجب أن تضعه في ذهنك, أن المكافاة لا يجب أن تهد المنظومة التي أنت في صدد بنائها ماذا أقصد بهذا الكلام ؟ مثلا كالأشياء التي تُفسد هذه المنظومة, إذا كان هدفك رياضياً أو تسعى لإنقاص وزنك !! ثم تأتي في وقت المكافأة, تفسد كل ما بنيتهُ يعني تقوم بأكل أشياء غير صحية نهائيا ً نحن نتحدث عن " جائزة يومية ", يعني أنت بهذه الطريقة تفسد كل شيء إذا قمت بهذا العمل كل يوم !! وبالتالي إنتبه أن تكافيء نفسك في هذه الحالة بالحلويات أو هذه الأشياء الغير صحية في " الجائزة اليومية " خصوصاً أننا نريد أن نولد شيئا ً ونخلق عاداتٍ جيدة نعملها كل يوم وهذه المكافأة سلاح ذو حدين, يمكن أن يدمر حياتك إذا إستخدمته بصورة خاطئة, أتمنى أن تكون الصورة واضحة.
ليس من الضروري أن يؤثر هذا الشيء ويفسد المنظومة التي أنت في صدد العمل عليها, فدائماً يجب عليك مراعاة صحتك في كل عمل تقوم به, ساعتين ممكن أن تحضر خلالهما " فليم ", ساعتين يمكن أن تقوم فيهما بشيء ممتع وتحبه أو أن تكتب شعراً, فهاتين الساعتين مخصصتان لك إختر فيهما شيئاً يجعلك سعيداً وترغب به, سأعطيكم مثال عني أنا شخصياً في مكافأة الساعتين, أنا لا أحب مشاهدة "المسلسلات أو الأفلام " أو الإستماع للأغاني نهائياً, وليس لدي إستمتاع بكثير من الأشياء التي يفعلها الآخرون, فهناك أشياء اعتبرها لنفسي جائزة, أما بالنسبة لغيري من الأشخاص لا تعني شيئاً, وكذلك العكس صحيح, فأنت هنا يجب أن تختار الشيء المناسبب لك, فمثلا أنا أجلس وأستخدم برنامج " محاكي طائرات " x plane 11" الذي من الممكن أن هناك أشخاص يعرفونه, أجلس خلال هاتين الساعتين أمارس شيئاً أحبه وخلال اليوم, ولأنه مثلي مثلك فأنا أعيش يوماً أحياناً أضغط على نفسي فيه لأنجز عملي ليس لديك دائماً مزاج للعمل, ليس لديك دائماً مزاج أن تتحرك, أحياناً تجد نفسك محتاج أن تضل مرتمياً على السرير فقط, ولا تريد حتى أن تتحرك ! لكن عندما تكون مداوماً على هذه الأعمال عشرة أيام مثلا ً, أوعشرين يوما ً, أو خمسين يوم لازلت تقوم بهذا النظام فإن دماغك قد ترسخ فيه أنه هناك وقت للإستمتاع اليوم مساءاً, هناك مثال نحن جميعاً عشناه عندما كنا بالمدرسة, كنا متلهفين لسماع جرس الحصة الثالثة عندما يرن والذي هو جرس الإستراحة كن نسميها " الفسحة أو الفرصة", عندما يرن هذا الجرس تلقائياً في دماغك يتم إفراز هرمون السعادة " الدوبامين ", انتهى نحن الآن في وقت الراحة ! مهما كانت الحصة مهمة ومهما كان تركيزك مع الأستاذ, فإن دماغك أغلق كل شيء, نحن الآن يجب أن نذهب إلى ساحة المدرسة, انتهى لا أريد أن أدرس.
فهذا النظام الذي كنت تعيشه يوميا ً .. جعل دماغك تقائيا ً تمت برمجته مع الجرس, تستطيع أيضاً أن تجعل لنفسك مكافآت صغيرة خلال اليوم فعلياً لكي تربط كل ما تقوم به خلال يومك من مهمات أساسية لكي تحافظ على الإستمرارية بهذه الأمور, استخدم مع دماغك لغته, لغة دماغك بكل بساطة تعتمد على نشاط, إذا أنت قمت بهذا النشاط وإستحققت في نهاية اليوم على مكافأة, و أصبح هناك عملية إرضاء “Satisfaction” فإن الدماغ تلقائياً تتم برمجته على تسهيل القيام بهذه المهمة في المرة المقبلة, فأنت تستطيع أن تطبق هذا النظام في كثير من أمور حياتك فالمبدأ بسيط جداً فأنا مثلا ً استخدم " لبن الفراولة " علبة صغيرة, شيء بسيط جدا ً أنت تقوم بربطه بعملٍ أنت تقوم به, فأنا بمجرد أن أنهي عملي على أكمل وجه أحصل على هذه العلبة " علبة الفراولة ".
لهذا دائما كافئ نفسك بنفسك هذا سيساعدك كثيرا في المداومة على ما تقوم به من عمل أو مهمة.

تعليقات
إرسال تعليق