القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف تكون شخص منضبط؟

 



أي شيء تريد أن تقوم به في حياتك, من أصغر شيء في اليوم لأكبر شيءٍ في حياتك, لابُد أن يكون له دافع, دافع يعني سبب, يعني مثال بسيط و أنت تذهب للسوق مستحيل أن تذهب له من غير سبب! أنت على علم ما الذي ستُحضرهُ من السوق, فهذا السبب هو نفسهُ الدافع الذي تستطيع أن تُطلق عليه إسم " حافز " لذهابك لهذا المكان لقيامك بهذا النشاط, هذا الدافع موجود في أي فِعل تقوم به في حياتك, إن كان ذهابُك للسوق, أو إن كان حُصولك على جسم صحيّ, أو إن كنت تريد تغيير أي شيء في حياتك, لابد أن يكون لديك سبب واضح للذي ستقوم به.

 

لكن هنا تكمن المشكلة الكُبرى التي يقع بها معظم البشر, من أين سآتي بالحافز الذي يجعلني أقوم بعمل شيء عظيم في حياتي, أتحصل على المرتبة الأولى على الدفعة في الجامعة كثلا, أو أحترف و ألعب في نادي أوروبي, أو أصبح صانع أفلام مشهور...

 

كل هذه هي أشياء عظيمة جداً ورائعة, و الأجمل أن تصل لها, لكن أين الدافع الذي يوصلك لها ؟ فلذلك الدافع !! لن يجعلك تصل بهذه الطريقة, لأنك أحيانا ً يكون لديك التحفيز أن تقوم بهذا الشيء, لكنك أحيانا ً أخرى أنت تنهض صباحاً و لا يكون لديك أي رغبةٍ للنهوض من الفراش, لأجل ذلك.

 

يجب عليك اليوم أن تتعرّف على شيء يسمى " الإنضباط الذاتي " و هذا " الإنضباط الذاتي "  أنا سأحدثُك عنه اليوم, كيف تُضيفه لحياتك.

 

إذا ً مثلما أخبُرتك بالمقدمة, فالحافز يكون مُتواجداً بمعظم الأوقات مثلا ً أنت تتمنى أن تصبح لاعب كرة أنت تتمنى أن تُصبح لديك قناةً على تطبيق " اليوتيوب " أنت تتمنى أن تُصبح الترتيب الأول بفصلك الدراسي, هذا الشيء موجود بداخلك فأنت تتمناه, لكن هذا الدافع الذي بداخلك لتقوم بهذا العمل, ليس كافيا ً أن يجعلك تستيقظ كل يوم بالساعة الخامسة َ صباحا ً لكي تتعلم  و تدرُس  و تتدرب و تطوّر من نفسك.

 

جميعنا نعلم أنه هناك أيام كثيرة تتمنى فيها أن تفعل هذا الشيء وتتمنى فيها أن تستمر بالعمل على هذه الأشياء بأن تدرُس أو تتدرّب, لكن هناك أياماً أخرى أنت لا تتمنى فيها بأن تنهض من فراشك, فهنا نأتي إلى " الإنضباط الذاتي ".

 

تعريفهُ كالتالي: هو القدرة على ضبط النفس و إجبارها, على المسير بإتجاه هدف مُحدد أنت تريده ُ, هذا هو تعريفهُ بكل بساطة, و هو فعلا ً الشيء الوحيد الذي من الممكن أن يجعلك تستيقظ كل يوم من النوم, و يجعلُك تعمل لمُدة خمسة عشر ساعة, و أنت ليس لديك أي مقوّمات للنجاح, و مع ذلك تقلب الأمور رأساً على عقب, لأنك ستعمل أكثر من أي شخص آخر لأنه ُ أصبح لديك إنضباطاً ذاتيا ً.

 

حسنا ً.. أخبرني كيف أصل .. إلى هذا " الإنضباط الذاتي ", إنني أحتاج إليه ؟

 

حسنا ً ممتاز ! دعنا الآن نعود إلى القوانين, لأنه ُ هنا هذه القوانين ستُهمنا جدا ً, نحن عندما نبدأ بأي شيء في حياتنا  فعليك أن تعلم بأن دماغك و عقلك و جسدك و كيانك ككل متعوّد على شيء مُعين, و هناك جزء كبير من عقلك لا يريدك أن تتغيّر فعلا ً, هناك جزء كبير من عقلك يُريدك أن تموت في أسوأ حالاتك!! فقط أهم شيء لديه أن يشعر بالأمان و الراحة, فهذا الجزء هو ليس بصديقنا نهائياً, نحتاج أن نعلم كيف يتم التعامل معهُ, و سنأتي لهُ في الوقت المناسب, في موضوع " الإنضباط الذاتي " أنت تحتاج العمل على دماغك بحد ذاته تبدأ في بناء نشاط صغير  مبني على إرادتك, هذه هي الطريقة التي تستطيع بها بناء " الإنضباط الذاتي " لا يوجد طرق أخرى! و أنا عن تجربتي الشخصية لم أجد طريقة ً غيرها تنفع, أن تبدأ في بناء نشاط بدماغك, مبني على الإرادة, لقد أعدتُ لك ذكرها للمرة ثانية, فالنشاط الذي تريد بناءهُ في دماغك بناءاً على قوة الإرادة, سيكون لهُ علاقة بالهدف الذي تقوم به, و لابُد أن يكون هذا النشاط سهلا ً جدا ً, نحن نتحدث على البداية فقط.

 

فإذا كُنت تريد الإستمرار و الإنضباط, فمثلا ً إذا كُنت تريد أن تتخلص من وزن زائد, لابُد لك أن تخرج لتتمشى كل يوم حتى لو كُنت بالعادة تمشي كل يوم للعمل, لا لابُد لك أن تخرج كل يوم صباحا ً للمشي لمدة عشرة دقائق فقط, و إعتبرها تمرينك اليومي بشكل يومي, يعني بعد عدة أيام في دماغك سيبدأ شيء جديد " ينحفر " يعني أن هناك شيء قد قُمت بتوجيهه بإرادتك حتى و إن كان بسيطاً فعلا قُمت بتوجيهه بإرادتك, و لازلت تنجح في فعله, و لازلت مستمراً على فعله, و أصبح يتحوّل لعادة, العادة بعد إحدى وعُشرون يوما ً  تتكوّن الخطوة الثانية, بعد أسبوع ستجعل هذا الموضوع " Complex " أكثر,  يعني ستجعلهُ معقّد أكثر قليلا ً, بدلا ً من أن تذهب للمشي, ستبدأ بتطوير الموضوع قليلا ً تبدأ بالهرولة أو الركض إن إستطعت, فقط قُم بعمل يكون سهل جداً إلى درجة ٍ يمكنك فيها عملهُ يوميا ً بدايتُك ستكون بهذه الطريقة, ثم تبدأ بإضافة أشياء ثانية و ثالثة و رابعة في حياتك, و ستبدأ صغيرا ً بهذا الموضوع, ثم ستكبر بعد أقل من سنة.

 

الـ " Caricature" الكاريكاتور الذي تملكهُ يكون قد تغير طريقة تعاطيك مع الأمور و مع الفُرص, و مع التحديات جميعــــــــها ستتغيّر.

 

هذه الطريقة بسيطة يا أبطال.. لكن ! قسما ً باللّه العظيم, إنها تُغيّر حياتي, كل يوم لازالت تغيّر بحياتي, مبدأ بسيط, إذا كُنت تريد الإقلاع عن التدخين, إبدأ في تقليله شيئا ً فشيئا, ً أنا أقلعت ُ عن التدخين لأني تقززت ُ من نفسي, و تقززت ُ من كل الدنيا يعني أنهُ قد إنسدت كل الدنيا في وجهي, لذلك أوقفتهُ في مرة واحدة إنتهى, فلم يكن بإستطاعتي تحمُله ُ, لكن إذا كُنت ترى الموضوع صعباً جدا ً عليك, فإبدأ شيئاً فشيئاً, مدةُ شهر يمكنك الإقلاع عن التدخين, شيئاً فشيئا ً ستبدأ بالتركيز في حياتك, شيئا ً فشيئا ًتستطيع التركيز على إستعمالك لهاتفك و تُقلل من التطبيقات التي تضيعُ لك جُلّ وقتك.

 

أنت لديك أربعٌ وعشرون ساعة, يجب عليك أن تتعلم كيف تضع كل أربعٍ وعُشرونَ ساعة, أن تضع نشاطاً صغيرا ً يُغير حياتك و لو قليلا ً هناك في دماغك شيءٌ قد تم تسجيله ُ أن إرادة هذا الشخص قد نجحت اليوم, أما إذا قررت أن تذهب لتبدأ بدورات " كورسات " كبيرة و تُقرر تغيير حياتك بين يوم و ليلة, سيأتيك وقتٌ ستفشلُ فيه, وسينطبع بدماغك أن هذا الشخص إرادتهُ قد إنهزمت اليوم, فكُن أذكى, و حاول قدر الإمكان إذا قررت بالبدأ في عمل أي نشاط من الآن والى آخر حياتك و أنت تمتلك هذه المهارة, و تعلم طريقة إستخدامها, قسّم الموضوع لأجزاء صغيرة شيئاً فشيئاً لدرجةٍ تُشعرُك أن اليوم لم يختلف به شيء, هنا أنت ستبدأ برسم أشياء بدماغك, و بإذن اللّه بأقل من سنة أي شيء تريد فعله ُ ستُصبح فعلا ً تعرف كيف تقوم بفعله, و لديك قوّة الإرادة و لديك إنضباط أن تُكمل هذا العمل لأن " Motivation " إذا شاهدتهُ, ستعلم أنه سيعطيكم الشجاعة , لأن الإنضباط سيجعلك تنهض صباحاً في الوقت الذي من المفروض عليك النهوض به دائماً تعمل بالوقت الذي من المفروض العمل به دائما تتدرّب بالوقت الذي من المفروض أن تتدرّب فيه.

 

هل اعجبك الموضوع :

تعليقات