القائمة الرئيسية

الصفحات

كيف أحقق الإستمرارية في العمل على أهدافي؟

 

الإستمرار على العمل

أهلاً و سهلا ومرحبا بكم في مدونة "أفكار", اليوم مخصص للإجابة عن سؤال  سبق و طرحه علي أحد أصدقائي: و يقول : السلام عليكم صديقي أنا لدي تحدي كبير لا أستطيع الخروج منه و لدي كل الإمكانيات التي تجعلني أنجح لكنني لا أستطيع الإلتزام أو بالأحرى الإستمرارية, "لديه مشكلة في الاستمرارية" قضيت خمس سنوات في تعلم كورسات في مختلف المجالات ولكن عند التطبيق لا استطيع، والله حاولت وحاولت، لكنني فشلت! تعبت نفسيا، مع العلم أنني حاصل على درجة الدكتوراة, بالإضافة إلى العديد من الشهادات التي تعد جديدة في مجتمعي, أعتذر على الإطالة، لكنني حاولت أن أشرح ما هو الوضع، ما الحل؟

 

حسنا، شكرا لك صديقي على هذا السؤال, وإن شاء الله سأخصص هذا المقال للإجابة عنه.

 

دعونا نتحدث في موضوع الإستمرارية ولماذا معظم الناس يفشلون في الإستمرار بالعمل على أهدافهم؟

 

للإجابة على هذا السؤال، دعونا ننطلق من مبدأ و الذي هو : "الحياة عبارة عن لعبة", دعونا نرى كيف أنه بإمكانك من هذا المبدأ إيجاد حل لموضوع الإستمرارية, إذا لاحظتم أنكم عندما تلعبون أي لعبة في الدنيا أنك عندما تبدأ باللعب لأول مرة المهام المطلوبة منك تتناسب مع المرحلة لتكون قادرا على إنجازها لأنه ببساطة ومنطقية؛ لو أن مطوري اللعبة وضعوا مهمات كثيرة أنت لن تكون قادرا على إنجازها من أول بدايتك في اللعب, لذا ببساطة ستترك اللعبة، ولن تستمر في اللعب, نأتي الآن إلى الحياة الواقعية، ونرى ماذا الذي يحدث فيها, معظم الناس لا يستطيعون الإستمرار لأن لديهم توقعات غير واقعية ويضعون لأنفسهم مهاما هم غير قادرين على إنجازها.

 

والآن سأعطيكم مثالا وهو تحدي الستين, تحدي الستين هو تحدي مدته ستون يوما الأساس فيه أن تضع هدفا واقعيا أنت قادر على تحقيقه خلال الستين يوم هذه وما لاحظته أن بعض الناس تضع أهدافا غير واقعية بتاتا أحدهم يضع لنفسه عدة أهداف، الهدف الأول تعلم اللغة الانجليزية الهدف الثاني أن يصبح لاعب كمال أجسام وبنفس الفترة يريد أن يتعلم التصميم والبرمجة, يريد أن يدخل في جميع المسارات الموجودة في الأكاديمية, وهذا الشيء خطأ أنت إنسان دماغك ودماغي أدمغة بشرية قادرة على استيعاب سعة محددة من المعلومات ومن المهمات خلال اليوم الذي تعيشه, فإذا وضعت لنفسك هدف غير واقعي النتيجة الحتمية أنك ستفشل، وكيف سوف تفشل؟! أنك ستجد نفسك في اليوم الثاني، أو الثالث، أو الرابع غير قادر على تحمل الضغط الذي زاد كثيراً وبين عشية وضحها كل النظام الذي بنيته على هدف غير واقعي بالتأكيد سيهدم, فمن هنا دعونا نتفق على أن هدفك يجب أن يكون واقعيا وقابلا لأن تقسمه على مهام يومية تتناسب مع اليوم الذي تعيش فيه تتناسب مع اليوم الذي تعيشن فيه, فهذا الأمر الأول، الواقعية في الهدف الذي اخترته لنفسك فالآن أصبحت الصورة واضحة.

 

رحم الله امرئ عرف قدر نفسه فمثلا أنت تعرف أنك تستطيع تخصيص فقط نصف ساعة غداً لتتعلم التصميم أو لتتعلم البرمجة، لا تحدد أكثر من النصف ساعة هذه وهنا كل القصة إذا كنت إنسانا فعلا تريد أن تستمر إذا كنت حقا تريد أن تكون قادرا في يوم من الأيام، بعد شهور عديدة هذا الأمر لا يحصل بيوم وليلة لكن إذا كنت تريد الوصول إلى المرحلة التي تكون قادرا فيها على إنجاز الكثير من الأشياء خلال اليوم، وتستمر في فعلها يجب أن تعمل بالمبدأ التالي، والذي هو أن ترى في الوقت الحالي، هل لديك روتين ثابت أنت مستمر عليه؟ إذا كان موجودا فهذا ممتاز، يجب عليك أن تبني عليه وإذا لم يكن لديك، يجب عليك العودة إلى الأساسيات.

 

وما هي الأساسيات؟ هي الأنشطة الأساسية التي يجب أن تكون في حياة أي إنسان كائنا من كان ليتمكن من تأسيس يوم صحيح والتي هي : الصلاة أو التأمل، الرياضة يوميا والتعلم يوميا حتى ولو عشر دقائق، والنوم السليم هذه الأربعة أشياء يجب أن تكون موجودة في يومك بالطبع بجانب هدفك الأساسي, فبوجود هذه الأشياء في يومك أنت تأسس روتينا لإنسان قابل للتطور, لإنسان منفتح على التطور, فالجميع يريد أن يتطور، لا يوجد أحد لا يريد أن يتطور ولكن معظمنا غير قادرين على حل هذه المعادلة, لأنها ببساطة تحتاج إلى صبر، وتحتاج إلى انضباط، وأيضا تحتاج إلى عقل يفكر يجب أن تكون على علم بأنك إنسان ولديك قدرة تحمل محددة خصوصا إذا لم تستمر مسبقا على شيء فأعمل على تأسيس هذه الأساسيات بطريقة صحيحة بعد ذلك فكر فيما تستطيع زيادته من أعمال خلال يومك.

 

ومن هنا نأتي إلى آخر نقطة وهي : الصبر والإنضباظ مبدأهما مثل المبدأ العضلي, مثلا الرياضيون الذين يرفعون الأثقال، هل يرفع اللاعب 400 كيلو مرة واحد؟ بالتأكيد لا، سوف يقع! ويمكن أن يصاب بإصابة تنهي مسيرته الرياضية كاملة! حسنا، ما الذي يفعله الرياضي عندما يرفع الأثقال في البداية؟ خصوصا إذا كان مبتدئا يبدأ بأوزان خفيفة، ثم بعد ذلك يزيدها تدريجيًا وهذا المبدأ المنطقي لفعل أي شيء لكن للأسف حماس البداية يبعد البعض عن الواقعية في وضع الهدف لذلك وببساطة كن واقعيا في تحديد الهدف وأنظر بالضبط لوضعك الحالي، هل لديك روتين يومي في أشياء أخرى؟ هل لديك استمرارية في نشاطات أخرى؟ إذا كان هذا الشيء موجودا، جميل جدا! انظر كم لديك وقت فراغ يوميا، وابدأ بنصف ساعة وضع لنفسك هدفا لمدة أسبوع للإستمرار على النصف ساعة هذه وقد تكون نصف ساعة قليلة من وجهة نظرك، لأن قدراتك أكبر من هذا بكثير لكن الهدف يجب أن يكون دائما الإستمرارية، ليس التطور.

 

الإستمرارية يجب أن تكون هدفك الأساسي عندما تكون إنسانا غير قادر على الإستمرارية فعندما تنظر إلى الأمر من هذه الجهة ستعرف أن هذا صحيح, إذا يجب أن أستمر في النصف ساعة لأنني أريد أن أستمر في شيء لم أكن أستمر فيه أساسا فمن هنا أظن أن الصورة وضحت الدنيا هذه عبارة عن لعبة ومن "يلعبها صح" ليس الإنسان الذي لديه علوم كثيرة فكثير من الناس عرفت الكثير, الكثير من الناس يقرأون في تطوير الذات, لكن عندما يأتي التطبيق معظمهم لا يستطيعون وهذا يرجع إلى أمر من الممكن أن نخصص له مقالا ألا وهو : نحن نعيش في عالم يوجد فيه ما يكفي من المعلومات لتغيير أي شيء تريده، وليس هناك من داع لفتح كتاب جديد هذا لا يعني أنه لا يجب عليك فتح الكتب لكن إذا كنت صادقا مع نفسك، إذا كنا صادقين مع أنفسنا إذا أردنا التوقف عن القراءة إلى أن نصل للوقت الذي نطبق فيه كل المعلومات التي عرفناها على حياتنا الحقيقة السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل سوف تفتح كتبا خلال هذه السنة؟ لا أظن، أنا بصراحة لا أظن، لانك لديك معلومات كافية لتتمكن من التقدم لانك لديكِ معلومات كافية لتتمكني من التقدم.

 

ما عندك كافٍ ولا ينقصك سوى التنفيذ بما أنك تعرف الكثير، وأنكِ تعريفين الكثير صعب جدا أن تنفذ هذا الأمر في الغد لكن السهل هو أن تضع خطة لهدف واحد لأمر واحد تحدد له نصف ساعة غدا وتجعل هدفك في أول أسبوع أن تستمر فيه إذا رأيت أن الإستمرار في أول أسبوع كان سهلا, إجعله أسبوعين، إجعله ثلاثة أسابيع, وعندما ترى أنك استمريت على نفس الأمر مدة شهر؛ سيصبح لديك ثقة بنفسك والعقل اللاواعي بدأ يستوعب ويصبر على القيام بهذا النشاط الجديد وأيضا تولد لديك انضباط لتستطيع زيادة الحمل.


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات